لحن إسحاق في تشكى الكميت الجري أحسن من لحن ابن سريج ولحنه في يوم تبدي لنا قتيلة أحسن من لحن معبد وذلك من أجود صنعة معبد .
قال فأخبرت إسحاق بقوله فقال قد والله أخذت بزمامي راحلتيهما وزعزعتهما وأنخت بهما فما بلغتهما .
فأخبرت بذلك محمد بن الحسن فقال هو والله يعلم أنه برز عليهما ولكنه لا يدع تعصبه للقدماء .
وأخبرني جحظة قال حدثني حماد بن إسحاق .
أن رجلا سأل أباه فقال له إن الناس قد كثروا في صوتيك تشكى الكميت الجري ويوم تبدي لنا قتيلة وقالوا إنهما أجود من لحني ابن سريج ومعبد قال أبي ويحك رميت في هذه الصوتين بمعبد وابن سريج وهما هما فقربت ووقع القياس بيني وبينهما وعلى ذلك فقد والله أخذت بزمامي راحلتيهما وانتصفت منهما .
تحليل غنائه في بعض الكتب .
قرأت في بعض الكتب أن محمد بن الحسن أظنه ابن مصعب ذكر إسحاق الموصلي فقال .
كانت صنعته محكمة الأصول ونغمته عجيبة الترتيب وقسمته معدلة الأوزان وكان يتصرف في جميع بسط الإيقاعات فأي بساط منها أراد أن يتغنى فيه صوتا قصد أقوى صوت جاء في ذلك البساط لحذاق القدماء فعارضه وقد كان يذهب مذهب الأوائل ويسلك سبيلهم ويقتحم طرقهم فيبني على الرسم فيصنعه ويحتذي على المثال فيحكيه فتأتي صنعته قوية وثيقة يجمع فيها حالتين القوة في الطبع وسهولة المسلك