قلت لزرزور ما لكم تذلون لإسحاق هذا الذل وما فيكم أحد إلا وهو أطيب صوتا منه وما في صنائعكم وصمة فقال لي لا تقل ذلك فوالله لو رأيتنا معه لرحمتنا ورأيتنا نذوب كما يذوب الرصاص في النار .
حدثني الصولي قال حدثني عون بن محمد قال حدثني إسحاق قال .
لاعبت الفضل بن الربيع بالنرد فوقع بيننا خلاف فحلف وحلفت فغضب علي وهجرني فكتبت إليه .
( يقول أُناسٌ شامتون وقد رأَوْا ... مُقَامِي وإغبابي الرواحَ إلى الفضلِ ) .
( لقد كان هذا خُصَّ بالفضل مرّةً ... فأصبح منه اليومَ مُنصرِمَ الحبل ) .
( ولو كان لي في ذاك ذنبٌ علِمته ... لَقَطّعتُ نفسي بالمَلامة والعذل ) .
وعرضت الأبيات عليه فلما قرأها ضحك وقال أشد من ذنبك أنك لا ترى لنفسك بذلك الفعل ذنبا والله لولا أني أدبتك أدب الرجل ولده وأن حسنك وقبيحك مضافان إلي لأنكرتني فأصلح الآن قلب عون وكان يحجبه فخاطبته في ذلك فكلمني بما كرهت فقلت أتدخل بيني وبين الأمير أعزه الله وكان عون يرمي بالأبنة فقلت فيه .
( وذاكر أمرٍ ضاق ذرعاً بذكره ... وناسٍ لداءٍ منه مُتّسِع الخَرْقِ ) .
قال ثم علمت أنه لا يتم لي رضا الفضل إلا بعد أن يرضى عون فقلت فيه .
( عَوْنُ يا عَوْنُ ليس مثلَك عونُ ... أنت لي عُدَّةٌ إذ كان كونُ ) .
( لك عندي والله إن رَضِيَ الفضل ... ُ غلامٌ يُرْضيك أو بِرْذَوْنُ ) .
فدخل إلى الفضل فترضاه لي فرضي ثم قال له ويلك يا عون إنه والله إنما هجاك وأنت ترى أنه قد مدحك ألا ترى إلى قوله غلام يرضيك هذا تعريض بك قال فكيف أصنع به مع محله عند الأمير