( لا أشرب الرَّاح إلا من يديْ رَشأ ٍ ... تقبيلُ راحتِه أشهى من الرّاح ) .
فضحك وقال صدقت والله ثم دعا بوصيفة كأنها صورة تامة الحسن لطيفة الخصر في زي غلام عليها أقبية ومنطقة فقال لها تولي سقي أبي محمد فما زالت تسقيه حتى سكر ثم أمر بتوجيهها وكل ما لها في داره إليه فحملت معه .
إسحاق وزهراء الكلابية .
أخبرني عمي قال حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال حدثني علي بن الصباح قال .
كانت امرأة من بني كلاب يقال لها زهراء تحدث إسحاق وتناشده وكانت تميل إليه وتكني عنه في عشيرتها إذا ذكرته بجمل قال فحدثني إسحاق أنها كتبت إليه وقد غابت عنه تقول .
( وَجْدِي بجُمْل على أنِّي أُجَمْجِمُه ... وجدُ السَّقيم بِبُرءٍ بعد إدْنافِ ) .
( أو وجدُ ثَكْلَى أصاب الموتُ واحدَها ... أو وجدُ مُغتربٍ من بين أُلاّف ) .
قال فأجبتها .
( أقْرِ السلامَ على الزَّهْراء إذ شَحَطَتْ ... وقُلْ لها قد أذَقْتِ القلبَ ما خافَا ) .
( أمَا رَثَيْتِ لمن خلّفتِ مكتئباً ... يُذْرِي مدامعَه سَحًّا وتَوْكافا ) .
( فما وَجَدْتُ على إلفٍ أُفَارقُه ... وجْدِي عليك وقد فارقتُ أُلاّفا )