( وإني رأيتُ البُخل يُزْرِي بأهله ... فأكرمتُ نفسي أنْ يُقال بخيل ) .
( ومن خير حالات الفتى لو علمتِه ... إذا نال خيراً أن يكون يُنِيل ) .
( فعالي فعالُ المُكْثِرِين تجمُّلاً ... ومالي كما قد تعلمين قليل ) .
( وكيف أخافُ الفقر أو أُحرَمُ الغِنَى ... ورأيُ أمير المؤمنين جميل ) .
قال فقال الرشيد لا تخف إن شاء الله ثم قال لله در أبيات تأتينا بها ما أشد أصولها وأحسن فصولها وأقل فضولها وأمر له بخمسين ألف درهم فقال له إسحاق وصفك والله يا أمير المؤمنين لشعري أحسن منه فعلام آخذ الجائزة فضحك الرشيد وقال اجعلوها لهذا القول مائة ألف درهم .
قال الأصمعي فعلمت يومئذ أن إسحاق أحذق بصيد الدراهم مني .
وأخبرني بهذا الخبر جعفر بن قدامة عن حماد عن أبيه وأخبرنا به يحيى بن علي عن أبيه عن إسحاق فذكر معنى الخبر قريبا مما ذكره الأصمعي والألفاظ تختلف .
أخبرنا إسماعيل بن يونس قال حدثنا عمر بن شبة عن إسحاق وأخبرني به جعفر بن قدامة ووكيع عن حماد عن أبيه قال .
كنت عند الفضل بن الربيع يوما فدخل إليه ابن ابنه عبد الله بن العباس بن الفضل وهو طفل وكان يرق عليه لأن أباه مات في حياته فأجلسه في حجره وضمه إليه ودمعت عيناه فأنشأت أقول .
صوت .
( مَدّ لك الله الحياةَ مَدَّا ... حتى يكون ابنُك هذا جَدَّا ) .
( مؤزَّراً بمجده مُردَّى ... ثم يُفدَّى مثلَ ما تُفَدَّى ) .
( أشبه منك سُنّة وخَدَّا ... وشِيَماً مَرْضيّة ومجدا )