والتوقيع الرابع إلى محمد قد أمرت لأبي محمد إسحاق أنا وأخواك بثلاثمائة ألف درهم لمنزل يبتاعه ونفقة ينفقها عليه وفرش يبتذله فمر له أنت بمائة ألف درهم يصرفها في سائر نفقته .
وقال الوكيل قد حملت المال واشتريت كل شيء جاورك بسبعين ألف درهم وهذه كتب الابتياعات باسمي والإقرار لك وهذا المال بورك لك فيه فاقبضه فقبضته وأصبحت أحسن حالا من أبي في منزلي وفرشي وآلتي ولا والله ما هذا بأكبر شيء فعلوه لي أفألام على شكر هؤلاء فبكى الفضل بن الربيع وكل من حضر وقالوا لا والله لا تلام على شكر هؤلاء .
ثم قال الفضل بحياتي غن الصوت ولا تبخل على أبي الحسن بأن تقومه له فقال أفعل وغناه فتبين علويه أنه كما قال فقام فقبل رأسه وقال أنت أستاذنا وابن أستاذنا وأولى بتقويمنا واحتمالنا من كل أحد ورده إسحاق مرات حتى استوى لعلويه .
ولقد روي في هذا الخبر بعينه أن هذه القصة كانت عند علي بن هشام وقد أخبرني بهذا الخبر أحمد بن جعفر جحظة قال حدثني ميمون بن هارون وأبو عبد الله الهاشمي قالا .
دعا علي بن هشام إسحاق الموصلي وسأله أن يصطبح عنده ويبكر فأجابه فلما كان الغد وافاه ظهرا وعنده مخارق وعلويه فقال له علي بن هشام أين كنت الساعة يا أبا محمد قال عاقني أمر لم أجد من القيام به بدا فدعا له بطعام فأصاب منه ثم قعدوا على نبيذهم وتغنى علويه صوتا الشعر فيه لابن ياسين وهو .
الصوت .
( إلهي مَنَحتَ الوُدّ منّي بخيلةً ... وأنت على تغيير ذاك قديرُ )