( أمّا قريشٌ فلن تلقاهمُ أبداً ... وإلاّ وهم خيرُ من يَحْفَى ويَنتعِلُ ) .
أخبرني علي بن صالح بن الهيثم قال حدثني أبو هفان قال .
وجه أحمد بن هشام إلى إسحاق الموصلي بزعفران رطب وكتب إليه .
( اشربْ على الزعفرانِ الرَّطْبِ مُتَّكِئاً ... وانعَمْ نَعِمْتَ بطول اللَّهو والطّربِ ) .
( فحُرْمة الكأس بين الناس واجبةٌ ... كحرمة الوُدّ والأرحام والأدب ) .
قال فكتب إليه إسحاق .
( أُذكر أبا جعفرٍ حقًّا أمُتّ به ... أَنِّي وإياك مَشْغوفان بالأدبِ ) .
( وأننا قد رضعنا الكأسَ دِرَّتَها ... والكأسُ حرمتُها أولى من النَّسب ) .
حدثنا الصولي قال حدثني محمد بن موسى عن حماد بن إسحاق عن أبيه قال لما أراد الفضل بن يحيى الخروج إلى خراسان ودعته ثم أنشدته بعد التوديع .
( فِراقُك مثلُ فراق الحياةِ ... وفقدُك مثلُ افتقاد الدِّيَمْ ) .
( عليك السلامُ فكم من وفاء ... أفارق فيك وكم من كَرَمْ ) .
قال فضمني إليه وأمر لي بألف دينار وقال لي يا أبا محمد لو حليت هذين البيتين بصنعة وأودعتهما من يصلح من الخارجين معنا لأهديت بذلك إلي أنسا وأذكرتني بنفسك ففعلت ذلك وطرحته على بعض المغنين فكان كتابه لا يزال يرد علي ومعه ألف دينار يصلني بذلك كلما غني بهذا الصوت .
قال الصولي وهو من طريقة الرمل