دخلت على المأمون يوما وعقيد يغنيه ارتجالا وغيره يضرب عليه فقال يا إسحاق كيف تسمع مغنينا هذا فقلت هل سأل أمير المؤمنين عن هذا غيري قال نعم سألت عمي إبراهيم فوصفه وقرظه واستحسنه فقلت له يا أمير المؤمنين أدام الله سرورك وأطاب عيشك إن الناس قد أكثروا في أمري حتى نسبتني فرقة إلى التزيد في علمي فقال لي فلا يمنعك ذلك من قول الحق إذا لزمك فقلت لعقيد أردد هذا الصوت الذي غنيته آنفا وتحفظ فيه وضرب ضاربه عليه فقلت لإبراهيم بن المهدي كيف رأيته فقال ما رأيت شيئا يكره ولا سمعته فأقبلت على عقيد فقلت له حين استوفاه في أي طريقة هذا الصوت الذي غنيته قال في الرمل فقلت للضارب في أي طريقة ضربت أنت قال في الهزج الثقيل فقلت يا أمير المؤمنين ما عسيت أن أقول في صوت يغني مغنيه رملا ويضرب ضاربه هزجا وليس هو صحيحا في إيقاعه الذي ضرب عليه .
قال وتفهمه إبراهيم بن المهدي بعدي فقال صدق يا أمير المؤمنين الأمر فيه الآن بين فغاظني فقلت له بأي شيء بان الآن ما لم يكن بينا قبل أتوهم أنك استنبطت معرفة هذا وإنما قلته لما علمته من جهتي كما يقوله الغلمان العجم وسائر من حضر اتباعا لي واقتداء بقولي .
فقال له المأمون صدق فأمسك وجعل يتعجب من ذهاب ذلك على كل من حضر وكناني في ذلك اليوم مرتين .
أخبرني أحمد بن جعفر جحظة قال حدثني أبو عبد الله أحمد بن حمدون قال حدثني أبي .
أن الأصمعي أنشد قول إسحاق يذكر ولاءه لخزيمة بن خازم