السيف والنطع إيه يا إبراهيم تهاونت بأمري وتشاغلت بالعوام عما أمرتك به وجلست مع أشباهك من السفهاء حتى أفسدت علي لذتي فقلت يا أمير المؤمنين أنا بين يديك وما أمرت به غير فائت ولي حديث عجيب ما سمع بمثله قط وهو الذي قطعني عنك ضرورة لا اختيارا فاسمعه فإن كان عذرا فأقبله وإلا فأنت أعلم قال هاته فليس ينجيك فحدثته فوجم ساعة ثم قال إن هذا لعجب أفتحضرني معك هذا الموضع قلت نعم وأجلسك معهن إن شئت قبلي حتى تحصل عندهن وإن شئت فعلى موعد قال بل على موعد قلت أفعل فقال انظر قلت ذلك حاصل إليك متى شئت فعدل عن رأيه في وأجلسني وشرب وطرب فلما أصبحت أمرني بالانصراف وأن أجيئه من عندهن فمضيت إليهن في وقت الوعد فلما وافيت الموضع إذا الزنبيل معلق فجلست فيه ومده الجواري فصعدت فلما رأينني تباشرن وحمدن الله على سلامتي وأقمت ليلتي فلما أردت الانصراف قلت لهن إن لي أخا هو عدل نفسي عندي وقد أحب معاشرتكن ووعدته بذلك فقلن إن كنت ترضاه فمرحبا به فوعدتهن ليلة غد وانصرفت وأتيت الرشيد وأخبرته فلما كان الوقت خرج معي متخفيا حتى أتينا الموضع فصعدت وصعد بعدي ونزلنا جميعا وقد كان الله وفقني لأن قلت لهن إذا جاء صديقي فاستترن عني وعنه ولا يسمع لكن نطقة وليكن ما تخترنه من غناء أو تقلنه من قول مراسلة فلم يتعدين ذلك وأقمن على أتم ستر وخفر وشربنا شربا كثيرا وقد كان أمرني ألا أخاطبه بأمير المؤمنين فلما أخذ مني النبيذ قلت سهوا يا أمير المؤمنين فتواثبن من وراء الستارة حتى غابت عنا حركاتهن فقال لي يا إبراهيم لقد أفلت من أمر عظيم والله لو برزت إليك واحدة منهن لضربت عنقك قم بنا فانصرفنا وإذا هن له قد كان غضب