فما كان خبرك أنت بالأمس فأخبرته بما كان وهب لي وقلت ما ينتظر من خلف الستارة فقال ارفع السجف فرفعته فإذا عشر بدر فقلت وأي شيء بقي عليك في أمر الضيعة قال ويحك ما هو والله إلا أن دخلت منزلي حتى شححت عليها فصارت مثل ما حويت قديما فقلت سبحان الله العظيم فتصنع ماذا قال قم حتى ألقي عليك صوتا صنعته يفوق ذلك الصوت فقمت وجلست بين يديه فألقى علي .
صوت .
( ويَفْرَح بالمولود من آل بَرْمَكٍ ... بُغاةُ النَّدَى والسيفُ والرمحُ ذو النصل ) .
( وتَنْبسط الآمالُ فيه لفضله ... ولا سيما إن كان من وَلَدِ الفَضْل ) .
الشعر لأبي النضير .
والغناء لإبراهيم ثقيل أول بالبنصر عن الهشامي وذكر عمرو بن بانة أنه لإسحاق وهو الصحيح .
وفيه خفيف ثقيل أظنه لحن إبراهيم .
أخبرني إسماعيل بن يونس عن عمر بن شبة عن إسحاق أن أباه صنع هذا الصوت في طريقه خفيف الثقيل وعرضه على الفضل فاستحسنه وأمر مخارقا بإلقائه على جواريه فألقاه فى مراقش وقضيب فأخذتاه عنه قال مخارق فلما ألقى علي الصوت سمعت ما لم أسمع مثله قط وصغر عندي الأول فأحكمته ثم قال انهض الساعة إلى الفضل بن يحيى فإنك تجده لم يأذن لأحد بعد وهو يريد الخلوة مع جواريه اليوم فاستأذن عليه وحدثه بحديثنا أمس وما كان من أبيه إلينا وإليك وأعلمه أني قد صنعت هذا الصوت وكان عندي أرفع منزلة من الصوت الذي صنعته بالأمس وأني ألقيته عليك حتى أحكمته ووجهت بك قاصدا لتلقيه على فلانة جاريته فصرت إلى باب الفضل فوجدت الأمر على ما ذكر فاستأذنت فوصلت وسألني ما الخبر فأعلمته بخبري في اليوم الماضي وما وصل إلي وإليه من المال فقال أخزى الله إبراهيم فما أبخله