كان الوليد بن عقبة قد استعمل الربيع بن مري بن أوس بن حارثة بن لأم الطائي على الحمى فيما بين الجزيرة وظهر الحيرة فأجدبت الجزيرة وكان أبو زبيد في تغلب فخرج بهم ليرعيهم فأبى عليه الأوسي وقال إن شئت أن أرعيك وحدك فعلت وإلا فلا فأتى أبو زبيد الوليد بن عقبة فأعطاه ما بين القصور الحمر من الشأم إلى القصور الحمر من الحيرة وجعله له حمى وأخذها من الآخر .
هكذا روى ابن حبيب .
وأخبرنا أحمد بن عبد العزيز قال حدثنا عمر بن شبة قال كانت الجنينة في يد مري بن أوس فلما قدم الوليد بن عقبة الكوفة انتزعها منه ودفعها إلى أبي زبيد .
والقول الأول أصح وشعر أبي زبيد يدل عليه في قوله في الوليد بن عقبة يمدحه .
( لَعَمرُ أبيك يابنَ أبي مُرَيٍّ ... لَغَيْرُك من أباح لها الدّيارا ) .
( أباح لها أَبارِقَ ذات نَوْر ... تَرَعَّى القَفّ منها والعَرارا ) .
( بحمد الله ثم فتى قريشٍ ... أبى وهبٍ غدتْ بُطُناً غِزَارا ) .
( أباح لها ولا يُحْمَى عليها ... إذا ما كنتمُ سَنةً جزارا ) .
يريد جزرا من الجدب والشدة .
( فتىً طالت يداه إلى المعالي ... وطَحْطَحَتا المُقطَّعة القِصارا ) .
وهي أبيات