يوما فلم يحضر الصلاة فسألا عنه وتلطفا حتى علما أنه يشرب فاقتحما عليه الدار فوجداه يقيء فاحتملاه وهو سكران فوضعاه على سريره وأخذا خاتمه من يده فأفاق فافتقد خاتمه فسأل عنه فقالوا لا ندري وقد رأينا رجلين دخلا الدار فاحتملاك فوضعاك على سريرك فقال صفوهما لي فقالوا أحدهما آدم طويل حسن الوجه والآخر عريض مربوع عليه خميصة فقال هذا أبو زينب وأبو مورع .
ولقي أبو زينب وصاحبه عبد الله بن حبيش الأسدي وعلقمة بن يزيد البكري وغيرهما فأخبراهم فقالوا اشخصوا إلى أمير المؤمنين فأعلموه فقال بعضهم لا يقبل قولنا في أخيه فشخصوا إليه وقالوا إنا جئناك في أمر ونحن مخرجوه إليك من أعناقنا وقد قلنا إنك لا تقبله قال وما هو قالوا رأينا الوليد وهو سكران من خمر قد شربها وهذا خاتمه أخذناه وهو لا يعقل فأرسل إلى علي رضي الله تعالى عنه فشاوره فقال أرى أن تشخصه فإن شهدوا عليه بمحضر منه حددته فكتب عثمان رضي الله تعالى عنه إلى الوليد بن عقبة فقدم عليه فشهد عليه أبو زينب وأبو مورع وجندب الأسدي وسعد بن مالك الأشعري ولم يشهد عليه إلا يمان فقال عثمان لعلي قم فاضربه فقال علي للحسن قم فاضربه فقال الحسن مالك ولهذا يكفيك غيرك فقال علي لعبد الله بن جعفر قم فاضربه فضربه بمخصرة فيها سير له رأسان فلما بلغ أربعين قال له علي حسبك