كان مالك بن أبي السمح يتيما في حجر عبد الله بن جعفر وكان أبوه أبو السمح صار إلى عبد الله بن جعفر انقطع إليه فلما احتضر أوصى بمالك إليه فكلفه وعاله ورباه وأدخله في دعوة بني هاشم فهو فيهم إلى اليوم .
ثم خطب حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس العابدة بنت شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص فمنعه بعض أهلها منها وخطبها لنفسه فعاون مالك حسينا وكانت العابدة تستنصحه وكانت بين أبيها شعيب وبينه مودة فأجابت حسينا وتزوجته فانقطع مالك إلى حسين فلما أفضى الأمر إلى بني هاشم قدم البصرة على سليمان بن علي فلما دخل إليه مت بصحبته عبد الله بن جعفر ودعوته في بني هاشم وانقطاعه إلى حسين فقال له سليمان أنا عارف بكل ما قلته يا مالك ولكنك كما تعلم وأخاف أن تفسد علي أولادي وأنا واصلك ومعطيك ما تريد وجاعل لك شيئا أبعث به إليك ما دمت حيا في كل عام على أن تخرج عن البصرة وترجع إلى بلدك قال أفعل جعلني الله فداك فأمر له بجائزة وكسوة وحمله وزوده إلى المدينة .
أخبرني عمي الحسن بن محمد قال حدثنا هارون بن محمد بن عبد الملك قال حدثني محمد بن هارون بن جناح قال أخبرني يعقوب بن إبراهيم الكوفي عمن أخبره قال .
دخلت المدينة حاجا فدخلت الحمام فبينا أنا فيه إذ دخل صاحب الحمام فغسله ونظفه ثم دخل شيخ أعمى له هيئة مؤتزر بمنديل أبيض فلما جلس خرجت إلى صاحب الحمام فقلت له من هذا الشيخ قال هذا مالك بن أبي السمح المغني فدخلت عليه فقلت له يا عماه من أحسن الناس غناء فقال يابن أخي على الخبير سقطت أحسن الناس غناء أحسنهم صوتا