قيس فأقمت عندها سنة تروح وتغدو علي بما أحتاج إليه ولا تسألني عن حالي ولا نسبي فبينا أنا بعد سنة مشرف من جناح إلى الطريق إذا أنا بمنادي عبد الملك ينادي ببراءة الذمة ممن أصبت عنده فأعلمت المرأة أني راحل فقالت لا يروعنك ما سمعت فإن هذا نداء شائع منذ نزلت بنا فإن أردت المقام ففي الرحب والسعة وإن أردت الانصراف أعلمتني فقلت لها لا بد لي من الانصراف فلما كان الليل قدمت إلي راحلة عليها جميع ما أحتاج إليه في سفري فقلت لها من أنت جعلت فداءك لأكافئك قالت ما فعلت هذا لتكافئني فانصرفت ولا والله ما عرفتها إلا أني سمعتها تدعى باسمها كثيرة فذكرتها في شعري .
وذكر الزبير بن بكار عن عمه مصعب أن عبد الله بن علي بن عبد الله ابن عباس صاحب بني أمية بنهر أبي فطرس إنما بعثه على قتلهم أنه أنشده بعض الشعراء ذات يوم مديحا مدح به بني هاشم فقال لبعضهم أين هذا مما كنتم تمدحون به فقال هيهات أن يمدح أحد بمثل قول ابن قيس فينا .
( ما نقَمُوا من بني أميّة إلا ... أنهم يَحلُمُون إن غَضِبُوا ) .
البيتين فقال له عبد الله بن علي ألا أرى المطمع في الملك في نفسك بعد يا ماص كذا من أمه ثم أوقع بهم .
أخبرنا محمد بن العباس اليزيدي قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا