لي به وأما همام فأبو عشرة وأخو عشرة ولو دفعته إليكم لصيح بنوه في وجهي وقالوا دفعت أبانا للقتل بجريرة غيره وأما أنا فلا أتعجل الموت وهل تزيد الخيل على أن تجول جولة فأكون أول قتيل ولكن هل لكم في غير ذلك هؤلاء بني فدونكم أحدهم فاقتلوه به وإن شئتم فلكم ألف ناقة تضمنها لكم بكر بن وائل فغضبوا وقالوا إنا لم نأتك لترذل لنا بنيك ولا لتسومنا اللبن فتفرقوا ووقعت الحرب .
وتكلم في ذلك عند الحارث بن عباد فقال لا ناقة لي في هذا ولا جمل وهو أول من قالها وأرسلها مثلا .
قالوا جميعا كانت حربهم أربعين سنة فيهن خمس وقعات مزاحفات وكانت تكون بينهم مغاورات وكان الرجل يلقى الرجل والرجلان الرجلين ونحو هذا .
وكان أول تلك الأيام يوم غنيزة وهي عند فلجة فتكافؤوا فيه لا لبكر ولا لتغلب وتصديق ذلك قول مهلهل .
( كأنّا غُدوةً وبَنى أبينا ... بجَنْب عُنَيزةٍ رَحَيَا مُدِيرِ ) .
( ولولا الريحُ أُسمِع مَنْ بحَجْرٍ ... صليلَ الِبيض تُقرَع بالذُّكور )