عمر يشبب بالنوار .
أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدثني محمد بن منصور الأزدي قال حدثني أبي عن الهيثم بن عدي قال .
بينما عمر بن أبي ربيعة منصرف من المزدلفة يريد منى إذ بصر بامرأة في رحالة ففتن وسمع عجوزاً معها تناديها يا نوار استتري لا يفضحك ابن أبي ربيعة فاتبعها عمر وقد شغلت قلبه حتى نزلت بمنى في مضرب قد ضرب لها فنزل إلى جنب المضرب ولم يزل يتلطف حتى جلس معها وحادثها وإذا أحسن الناس وجها وأحلاه منطقا فزاد ذلك في إعجاب عمر بها ثم أراد معاودتها فتعذر ذلك عليه وكان آخر عهده فقال فيها .
صوت .
( عَلِق النَّوارَ فُؤادُهُ جَهْلاَ ... وصَبَا فلم تترك له عقلا ) .
( وتعرّضتْ لي في المَسيرِ فما ... أمسى الفؤادُ يَرى لها مِثْلا ) .
( ما نعجةٌ من وحش ذِي بَقَرٍ ... تَغْذُو بسَقْط صَرِيمةٍ طِفْلا ) .
( بألَذَّ منها إذ تقول لنا ... وأردتُ كَشْفَ قِناعها مَهْلا ) .
( دعْنا فإنك لا مُكارمةً ... تَجزي ولَسْتَ بواصلٍ حَبْلا ) .
( وعليكَ مَنْ تَبَلَ الفؤادَ وإن ... أمسَى لقلبك ذِكرهُ شُغْلا )