فخرجوا إلى واد يقال له دومة من بطن العقيق في أصحاب لهم فتغنوا واجتمع إليهم نساء أهل الوادي قال بعض من كان معهم فرأيت حولنا مثل مراح الضأن وأقبل محمد بن عائشة ومعه صاحب له فلما رأى جماعة النساء عندهم حسدهم فالتفت إلى صاحبه فقال أما والله لأفرقن هذه الجماعة فأتى قصرا من قصور العقيق فعلا سطحه وألقى رداءه واتكأ عليه وتغنى .
صوت .
( هذا مُقامُ مُطَرَّدٍ ... هُدِمتْ منازلُه ودورُهْ ) .
( رَقَّى عليه عُداتُه ... ظلماً فعاقبه أميرُه ) .
الغناء لابن عائشة رمل بالوسطى .
والشعر لعبيد بن حنين مولى آل زيد بن الخطاب وقيل إنه لعبد الله بن أبي كثير مولى بني مخزوم قال فوالله ما قضى صوته حتى ما بقيت امرأة إلا جلست تحت القصر الذي هو عليه وتفرق عامة أصحابهم .
فقال يونس وأصحابه هذا عمل ابن عائشة وحسده .
ابن عائشة تغنى بشعر لعبد الله بن أبي كثير .
أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري قال حدثنا عمر بن شبة قال حدثنا أبو غسان محمد بن يحيى عن أبيه قال .
تزوج عبد الله بن أبي كثير مولى بني مخزوم بالعراق في ولاية مصعب بن الزبير امرأة من بني عبد بن بغيض بن عامر بن لؤي ففرق مصعب بينهما .
فخرج حتى قدم على عبد الله بن الزبير بمكة فقال .
( هذا مُقامُ مُطردِ ... هُدِمتْ منازلهُ ودورُهْ ) .
( رَقَّتْ عليه عُداتُه ... كَذِاباً فعاقبه أميرُه )