يحجب إبراهيم بن هرمة عنه فأعلمه به فخرج إليه متشحا فقال أفي مثل هذه الساعة يا أبا إسحاق فقال نعم جعلت فداك ولد لأخ لي مولود فلم تدر عليه أمه فطلبوا له شاة حلوبة فلم يجدوها فذكروا له شاة عندك يقال لها غراء فسألني أن أسألكها .
فقال أتجيء في هذه الساعة ثم تنصرف بشاة واحدة والله لا تبقى في الدار شاة إلا انصرفت بها سقهن معه يا غلام فساقهن .
فخرج بهن إلى القوم فقالوا ويحك أي شيء صنعت فقص عليهم القصة .
قال وكان فيهن والله ما ثمنه عشرة دنانير وأكثر من عشرة .
مدح الوليد بعد أن قتل .
قال هارون وحدثني حماد بن إسحاق قال ذكر أبي عن أيوب بن عباية عن عمر بن أيوب الليثي قال .
شرب ابن هرمة عندنا يوما فسكر فنام .
فلما حضرت الصلاة تحرك أو حركته فقال لي وهو يتوضأ ما كان حديثكم اليوم قلت يزعمون أن الوليد قتل فرفع رأسه إلي وقال .
( وكانت أُمورُ الناس مُنْبَتَّةَ القُوَى ... فشدّ الوليدُ حين قام نِظامَها ) .
( خليفةُ حقٍّ لا خليفةُ باطلٍ ... رمَى عن قناة الدِّين حتى أقامها ) .
ثم قال لي إياك أن تذكر من هذا شيئا فإني لا أدري ما يكون .
أخبرني علي بن سليمان النحوي قال حدثنا أبو العباس الأحول عن ابن الأعرابي أنه كان يقول ختم الشعراء بأبن هرمة .
أخبرنا يحيى بن علي بن يحيى قال أخبرني أحمد بن يحيى البلاذري .
أن ابن هرمة كان مغرما بالنبيذ فمر على جيرانه وهو شديد السكر حتى دخل منزله .
فلما كان من الغد دخلوا عليه فعاتبوه على الحال التي رأوه عليها فقال