( مثلُ ابنِ عِمْرانَ آباءٌ له سَلَفُوا ... يَجْزُونَ فِعْلَ ذوي الإِحسان بالدُّوِن ) .
( ألاّ تكون كإسماعيل إنّ له ... رأياً أَصيلاً وفِعْلاً غيرَ ممنونِ ) .
( أو مِثْل زوجتِه فيما ألمَّ بها ... هيهاتَ مَنْ أُمُّها ذاتُ النِّطَاقَيْنِ ) .
فلما أنشدها قال له محمد بن عبد العزيز نحن نعينك يا أبا إسحاق لقوله يا من يعين .
قال قد رفعك الله عن العون الذي أريده ما أردت إلا رجلا مثل عبد الله بن خنزيرة وطلحة أطباء الكلبة يمسكونه لي وآخذ خوط سلم فأوجع به خواصره وجواعره قال ولما بغل في إنشاده إلى قوله .
( مثلُ ابن عمران آباءٌ له سلفوا ... ) .
أقبل علي فقال عذرا إلى الله تعالى وإليكم إني لم أعن من آبائه طلحة بن عبيد الله .
قال ونزل إليه إسماعيل بن جعفر بن محمد وكان عندنا فلم يكلمه حتى ضرب أنفه وقال له فعنيت من آبائه أبا سلميان محمد بن طلحة يا دعي قال فدخلنا بينهما .
وجاء رسول محمد بن طلحة بن عبيد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق Bه إلى ابن هرمة يدعوه فذهب إليه .
فقال له ما الذي بلغني من هجائك أبا سليمان والله لا أرضى حتى تحلف ألا تقول له أبدا إلا خيرا وحتى تلقاه فترضاه إذا رجع وتحتمل كل ما أزل إليك وتمدحه .
قال أفعل بالحب والكرامة .
قال وإسماعيل بن جعفر لا تعرض له إلا بخير قال نعم .
قال فأخذ عليه الأيمان فيهما وأعطاه ثلاثين دينارا وأعطاه محمد بن عبد العزيز مثلها .
قال واندفع ابن هرمة يمدح محمد بن عمران .
( ألم تر أنّ القولَ يَخْلُص صِدْقُه ... وتأبَى فما تزكوا لباغٍ بَوَاطِلُهْ )