اجتمع ابن هرمة وابن ميادة عند جميع بن عمر بن الوليد فقال ابن ميادة لابن هرمة قد كنت أحب أن ألقاك .
ثم ذكر نحوه .
وقال هارون بن محمد بن عبد الملك حدثنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي قال حدثني أبو سلمة الغفاري عن أبيه قال .
وفدت على المهدي في جماعة من أهل المدينة وكان فيمن وفد يوسف بن موهب وكان في رجال بني هاشم من بني نوفل وكان معنا ابن هرمة فجلسنا يوما على دكان قد هيئ لمسجد ولم يسقف في عسكر المهدي وقد كنا نلقى الوزراء وكبراء السلطان وكانوا قد عرفونا وإذا حيال الدكان رجل بين يديه ناطف يبيعه في يوم شات شديد البرد فأقبل إذا ضربه بفأسه فتطاير جفوفا فأقبل ابن هرمة علينا فقال ليوسف يابن عم رسول الله أما معك درهم نأكل به من هذا الناطف فقال له متى عهدتني أحمل الدراهم قال فقلت له لكني أنا معي فأعطيته درهما خفيفا فاشترى به ناطفا على طبق للناطفي فجاء بشيء كثير فأقبل يتمضغه وحده ويحدثنا ويضحك .
فما راعنا إلا موكب أحد الوزيرين أبي عبيد الله أو يعقوب بن داود .
ثم أقبلت المطرقة فقلنا ما لك قاتلك الله يهجم علينا هذا وأصحابه فيرون الناطف بين أيدينا فيظنون أنا كنا نأكل معك .
قال فوالله ما أحد أولى بالستر على أصحابه وتقلد البلية منك يابن عم الرسول