قال هارون بن محمد وحدثني حماد قال حدثني أبي قال .
كنا عند الفضل بن الربيع فقال هل لك في فليح بن أبي العوراء قلت نعم .
فأرسل إليه فجاء الرسول فقال هو عليل فعاد إليه فقال الرسول لا بد من أن تجيء فجاء به محمولا في محفة فحدثنا ساعة ثم غنى .
فكان فيما غنى .
( تقول عِرْسِي إذ نبا المَضْجَعُ ... ما بالك الليلةَ لا تَهْجَعُ ) .
فاستحسناه منه واستعدناه منه مرارا ثم انصرف ومات في علته تلك وكان آخر العهد به ذلك المجلس .
غنى لفتى وعشيقته فعجلت في أمر خطبتها .
أخبرني أحمد بن جعفر جحظة قال حدثني محمد بن أحمد بن يحيى المكي قال حدثني أبي عن فليح بن أبي العوراء قال .
كان بالمدينة فتى يعشق ابنة عم له فوعدته أن تزوره .
وشكا إلي أنها تأتيه ولا شيء عنده فأعطيته دينارا للنفقة .
فلما زارته قالت له من يلهينا قال صديق لي ووصفني لها ودعاني فأتيته فكان أول ما غنيته .
( مِنَ الخَفِراتِ لم تَفْضَحْ أخاها ... ولم تَرْفَعْ لِوالدها شَنَارَا ) .
فقامت إلى ثوبها فلبسته لتنصرف فعلق بها وجهد بها كل الجهد في أن تقيم فلم تقم وانصرفت .
فأقبل علي يلومني في أن غنيتها ذلك الصوت .
فقلت والله ما هو شيء اعتمدت به مساءتك ولكنه شيء اتفق .
قال فلم نبرح حتى عاد رسولها بعدها ومعه صرة فيها ألف دينار ودفعها إلى الفتى وقال له تقول لك ابنة عمك هذا مهري ادفعه إلى أبي واخطبني ففعل فتزوجها