( سيرِي ركابي إلى مَنْ تَسْعَدِين به ... فقد أقمتِ بدار الهُونِ ما صَلَحا ) .
( سِيرِي إلى سَيِّدٍ سَمْحٍ خلائقُه ... ضخمِ الدَّسيعةِ قَرْمٍ يحمِل المِدَحَا ) .
فأصغى الوليد إلى الخصي بسمعه وأعاد الخصي غير مرة ثم قال الوليد ويحك يا غلام من قول من هذا قال من قول طريح .
فغضب الوليد حتى امتلأ غيظا ثم قال والهفا على أم لم تلدني قد جعلته أول داخل وآخر خارج ثم يزعم أن هشاما يحمل المدح ولا أحملها ثم قال علي بالحاجب فأتاه فقال لا أعلم ما أذنت لطريح ولا رأيته على وجه الأرض فإن حاولك فاخطفه بالسيف .
فلما كان العشي وصليت العصر جاء طريح للساعة التي كان يؤذن له فيها فدنا من الباب ليدخل .
فقال له الحاجب وراءك فقال مالك هل دخل على ولي العهد أحد بعدي قال لا ولكن ساعة وليت من عنده دعاني فأمرني ألا آذن لك وإن حاولتني في ذلك خطفتك بالسيف .
فقال لك عشرة آلاف درهم واذن لي في الدخول عليه .
فقال له الحاجب والله لو أعطيتني خراج العراق ما أذنت لك في ذلك وليس لك من خير في الدخول عليه فارجع .
قال ويحك هل تعلم من دهاني عنده قال الحاجب لا والله لقد دخلت عليه وما عنده أحد ولكن الله يحدث ما يشاء في الليل والنهار .
قال فرجع طريح وأقام بباب الوليد سنة لا يخلص إليه ولا يقدر على الدخول عليه .
وأراد الرجوع إلى بلده وقومه فقال والله إن هذا لعجز بي أن أرجع من غير أن ألقى ولي العهد فأعلم من دهاني عنده .
ورأى أناسا كانوا له أعداء قد فرحوا بما كان من أمره فكانوا يدخلون على الوليد ويحدثونه ويصدر عن رأيهم .
فلم يزل يلطف بالحاجب ويمنيه حتى قال له الحاجب أما إذا أطلت المقام فإني أكره أن تنصرف على حالك هذه ولكن الأمير إذا كان يوم كذا وكذا دخل الحمام