الحكم وهو أكرم من أن يجبه من يقعد إليه فتحدث إليه ساعة ثم أهوى فشبك يده في يد عبد الحكم وقام يشق المسجد حتى خرج من باب الحناطين قال عبد الحكم فقلت في نفسي ماذا سلط الله علي منك رآني نصف الناس في المسجد ونصفهم في الحناطين حتى دخل مع عبد الحكم بيته فعلق على وتد وحل أزراره واجتز الشطرنج وقال من يلعب فبينا هو كذلك إذ دخل الأبجر المغني فقال له أي زنديق ما جاء بك إلى هاهنا وجعل يشتمه ويمازحه .
فقال له عبد الحكم أتشتم رجلا في منزلي فقال أتعرفه هذا الأحوص .
فاعتنقه عبد الحكم وحياه .
وقال له أما إذا كنت الأحوص فقد هان علي ما فعلت .
عبد الملك بن مروان يتمثل بشعره .
أخبرني الطوسي والحرمي قالا حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني حميد بن عبد العزيز عن أبيه قال .
لما قدم عبد الملك بن مروان حاجا سنة خمس وسبعين وذلك بعدما اجتمع الناس عليه بعامين جلس على المنبر فشتم أهل المدينة ووبخهم ثم قال إني والله يا أهل المدينة قد بلوتكم فوجدتكم تنفسون القليل وتحسدون على الكثير وما وجدت لكم مثلا إلا ما قال مخنثكم وأخوكم الأحوص .
( وكَمْ نزلتْ بي من خُطُوبٍ مُهِمّةٍ ... خَذَلْتُمْ عليها ثم لم أتَخَشَّع ) .
( فأَدْبَر عنِّي شَرّها لم أُبَلْ بها ... ولم أَدْعُكُمْ في كَرْبِها المُتَطلِّعِ ) .
فقام إليه نوفل بن مساحق فقال يا أمير المؤمنين أقررنا بالذنب وطلبنا المعذرة فعد بحلمك فذلك ما يشبهنا منك ويشبهك منا فقد قال من ذكرت من بعد بيتيه الأولين