أن الأحوص كان يوما عند سكينة فأذن المؤذن فلما قال أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله فخرت سكينة بما سمعت فقال الأحوص .
( فخَرتِ وانتمتْ فقلتُ ذَرِيني ... ليس جهلٌ أَتيتِه بِبَديعِ ) .
( فأنا ابنُ الذي حَمَتْ لَحْمَه الدَّبْرُ ... قتيل اللحيان يومَ الرَّجِيعِ ) .
( غَسَّلتْ خاليَ الملائكةُ الأبْرارُ ... مَيْتاً طُوبَى له مِن صَرِيعِ ) .
قال أبو زيد وقد لعمري فخر بفخر لو على غير سكينة فخر به وبأبي سكينة حمت أباه الدبر وغسلت خاله الملائكة .
أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثني محمد ابن يحيى عن أيوب بن عمر عن أبيه قال .
لما جاء ابن حزم عمله من قبل سليمان بن عبد الملك على المدينة والحج جاءه ابن أبي جهم بن حذيفة وحميد بن عبد الرحمن بن عوف وسراقة فدخلوا عليه فقالوا له إيه يا بن حزم ما الذي جاء بك قال استعملني والله أمير المؤمنين على المدينة على رغم أنف من رغم أنفه .
فقال له ابن أبي جهم يا بن حزم فإني أول من يرغم من ذلك أنفه .
قال فقال ابن حزم صادق والله يحب الصادقين .
فقال الأحوص .
( سليمانُ إذْ وَلاَّكَ رَبُّك حُكْمنَا ... وسُلْطانَنا فاحْكُمْ إذا قلتَ واعْدِلِ ) .
( يَؤُمُّ حَجيجَ المسلمين ابنُ فَرْتَنَى ... فهَبْ ذاكَ حَجاً ليس بالمُتَقَبَّلِ ) .
فقال ابن أبي عتيق للأحوص الحمد لله يا أحوص إذ لم أحج ذلك العام بنعمة ربي وشكره .
قال الحمد لله الذي صرف ذلك عنك يا بن أبي بكر