لحيان فبعثوا إليهم مائة رجل راميا فوجدوا مأكلهم حيث أكلوا التمر فقالوا نوى يثرب ثم اتبعوا آثارهم حتى إذا أحس بهم عاصم وأصحابه التجأوا إلى الجبل وأحاط بهم الآخرون فاستنزلوهم وأعطوهم العهد .
فقال عاصم والله لا أنزل على عهد كافر اللهم أخبر نبيك عنا ونزل إليهم ابن الدثنة البياضي وخبيب ورجل آخر فأطلق القوم أوتار قسيهم ثم أوثقوهم فجرحوا رجلا من الثلاثة فقال هذا والله أول الغدر والله لا أتبعكم فضربوه وقتلوه وانطلقوا بخبيب وابن الدثنة إلى مكة فدفعوا خبيبا إلى بني الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف وكان خبيب هو الذي قتل الحارث بأحد .
فبينما خبيب عند بنات الحارث استعار من إحدى بنات الحارث موسى ليستحد بها للقتل فما راع المرأة ولها صبي يدرج إلا خبيب قد أجلس الصبي على فخذه والموسى بيده فصاحت المرأة فقال خبيب أتحسبين أني أقتله إن الغدر ليس من شأننا .
قال فقالت المرأة بعد ما رأيت أسيرا قط خيرا من خبيب لقد أريته وما بمكة من ثمرة وإن في يده لقطفا من عنب يأكله إن كان إلا رزقا رزقه الله خبيبا .
وبعث حي من قيس إلى عاصم ليؤتوا من لحمه بشيء وقد كان عاصم فيهم آثار بأحد فبعث الله عليه دبرا فحمت لحمه فلم يستطيعوا أن يأخذوا من لحمه شيئا .
فلما خرجوا بخبيب من الحرم ليقتلوه قال ذروني أصل ركعتين .
فتركوه فصلى ركعتين فجرت سنة لمن قتل صبرا يصلي ركعتين ثم قال لولا أن يقال جزع لزدت وما أبالي .
( عَلَى أيِّ شِقِّ كان لله مَصْرَعي ... ) .
ثم قال .
( وذلك في ذاتِ الإِلهِ وإنْ يَشِأْ ... يُبَارِكْ على أوصالِ شِلْوٍ مُمزَّعِ )