( سادَا بغيرِ تَكَلُّفٍ ... عَفْواً يَفيِضُ نَدَاهُما ) .
هند بنت عتبة تعاظم الخنساء بعكاظ .
أخبرني الحسن بن علي قال حدثني الحارث بن أبي أسامة قال حدثنا محمد ابن سعد عن الواقدي وأخبرني ابن أبي الأزهر قال حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه عن الواقدي عن عبد الرحمن بن أبي الزناد قال .
لما كانت وقعة بدر قتل فيها عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة فأقبلت هند بنت عتبة ترثيهم وبلغها تسويم الخنساء هودجها في الموسم ومعاظمتها العرب بمصيبتها بأبيها عمرو بن الشريد وأخويها صخر ومعاوية وأنها جعلت تشهد الموسم وتبكيهم وقد سومت هودجها براية وأنها تقول أنا أعظم العرب مصيبة وأن العرب قد عرفت لها بعض ذلك .
فلما أصيبت هند بما أصيبت به وبلغها ذلك قالت أنا أعظم من الخنساء مصيبة وأمرت بهودجها فسوم براية وشهدت الموسم بعكاظ وكانت سوقا يجتمع فيها العرب فقالت إقرنوا جملي بجمل الخنساء ففعلوا .
فلما أن دنت منها قالت لها الخنساء من أنت يا أخية قالت أنا هند بنت عتبة أعظم العرب مصيبة وقد بلغني أنك تعاظمين العرب بمصيبتك فبم تعاظمينهم فقالت الخنساء بعمرو بن الشريد وصخر ومعاوية ابني عمرو وبم تعاظمينهم أنت قالت بأبي عتبة بن ربيعة وعمي شيبة بن ربيعة وأخي الوليد .
قالت الخنساء أو سواء هم عندك ثم أنشدت تقول .
( أُبَكِّي أبي عَمْراً بعينٍ غَزِيرةٍ ... قليلٌ إذا نام الخَلِيُّ هُجودُها ) .
وصَنْوَيَّ لا أَنْسَى مُعَاويةَ الذي ... له من سَرَاةِ الحَرَّتَيْن وفُودُها )