في سفرتي هذه فللفضل كذا ولعبد الله كذا ولقثم كذا ولعبيد الله كذا ) قال والذي بعثك بالحق ما علم هذا أحد غيري وغيرها وإني لأعلم أنك رسول الله .
ففدى العباس نفسه وابن أخيه وحليفه .
قال ابن إسحاق وحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت .
لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله في فداء أبي العاصي بن الربيع بمال وبعثت فيه بقلادة لها كانت خديجة أدخلتها بها على أبي العاصي حين بنى عليها .
فلما رآها رسول الله رق لها رقة شديدة وقال ( إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها الذي لها فافعلوا ) فقالوا نعم يا رسول الله فأطلقوه وردوا عليها الذي لها .
قال ابن إسحاق حدثني يحيى بن عباد عن أبيه قال .
ناحت قريش على قتلاها ثم قالت لا تفعلوا فيبلع ذلك محمدا وأصحابه فيشمتوا بكم ولا تبعثوا في فداء أسراكم حتى تستأنوا بهم لا يتأرب عليكم محمد وأصحابه في الفداء .
قال وكان الأسود بن المطلب قد أصيب له ثلاثة من ولده زمعة وعقيل والحارث بنو الأسود وكان يحب أن يبكي على بنيه .
فبينا هو كذلك إذ سمع نائحة في الليل فقال لغلامه وقد ذهب بصره أنظر هل أحل النحيب وهل بكت قريش على قتلاها لعلي أبكي على أبي حكيمة يعني زمعة فإن جوفي قد احترق .
فلما رجع إليه الغلام قال إنما هي امرأة تبكي على بعير لها أضلته فذلك حين يقول الأسود .
( أتبكي أنْ أُضِلَّ لها بعيرٌ ... ويَمْنَعُها البكاءُ من الهُجودِ )