( وما هَجَرتْكِ النَّفْسُ يا لَيْلُ أَنَّها ... قَلتْكِ ولا أنْ قَلَّ منكِ نَصِيبُها ) .
فجاءت والله بالسحر وجعل الواثق يجاذبها وفي خلال ذلك تغني الصوت بعد الصوت وأغني أنا في خلال غنائها فمر لنا أحسن ما مر لأحد .
فإنا لكذلك إذ رفع رجله فضرب بها صدر فريدة ضربة تدحرجت منها من أعلى السرير إلى الأرض وتفتت عودها ومرت تعدو وتصيح وبقيت أنا كالمنزوع الروح ولم أشك في أن عينه وقعت علي وقد نظرت إليها ونظرت إلي فأطرق ساعة إلى الأرض متحيرا وأطرقت أتوقع ضرب العنق .
فإني لكذلك إذ قال لي يا محمد فوثبت .
فقال ويحك أرأيت أغرب مما تهيأ علينا فقلت يا سيدي الساعة والله تخرج روحي فعلى من أصابنا بالعين لعنة الله فما كان السبب ألذنب قال لا والله ولكن فكرت أن جعفرا بقعد هذا المقعد ويقعد معها كما هي قاعدة معي فلم أطق الصبر وخامرني ما أخرجني إلى ما رأيت .
فسري عني وقلت بل يقتل الله جعفرا ويحيا أمير المؤمنين أبدا وقبلت الأرض وقلت يا سيدي الله الله ارحمها ومر بردها .
فقال لبعض الخدم الوقوف ما يجيء بها فلم يكن بأسرع من أن خرجت وفي يدها عودها وعليها غير الثياب التي كانت عليها .
فلما رآها جذبها وعانقها فبكت وجعل هو يبكي واندفعت أنا في البكاء .
فقالت ما ذنبي يا مولاي ويا سيدي وبأي شيء استوجبت هذا فأعاد عليها ما قاله لي وهو يبكي وهي تبكي .
فقالت سألتك بالله يا أمير المؤمنين إلا ضربت عنقي الساعة وأرحتني من الفكر في هذا وأرحت قلبك من الهم بي وجعلت تبكي ويبكي ثم مسحا أعينهما ورجعت إلى مكانها وأومأ إلى خدم وقوف بشيء لا أعرفه فمضوا وأحضروا أكياسا فيها عين وورق ورزما فيه ثياب كثيرة وجاء خادم بدرج ففتحه وأخرج منه عقدا ما رأيت قط مثل جوهر كان فيه فألبسها إياه وأحضرت