مات شيخ لنا ببغداد فلما دفناه أقبل الناس على أخيه يعزونه فجاء أبو العتاهية إليه وبه جزع شديد فعزاه ثم أنشد .
( لا تَأمن الدَّهْرَ والْبَسْ ... لكلِّ حينٍ لِبَاسَا ) .
( لَيَدْفِنَّنَا أُنَاسٌ ... كما دَفَنَّا أُنَاسَا ) .
قال فانصرف الناس وما حفظوا غير قول أبي العتاهية .
نسخت من كتاب هارون بن علي حدثني علي بن مهدي قال حدثني حبيب ابن عبد الرحمن عن بعض أصحابه .
قال كنت في مجلس خزيمة فجرى حديث ما يسفك من الدماء فقال والله ما لنا عند الله عذر ولا حجة إلا رجاء عفوه ومغفرته .
ولولا عز السلطان وكراهة الذلة وأن أصير بعد الرياسة سوقة وتابعا بعد ما كنت متبوعا ما كان في الأرض أزهد ولا أعبد مني فإذا هو بالحاجب قد دخل عليه برقعة من أبي العتاهية فيها مكتوب .
( أراكَ امرأً ترجو من الله عَفْوَهُ ... وأنت على مالا يُحِبُّ مُقِيمُ ) .
( تَدُلُّ على التقوى وأنت مُقَصِّرٌ ... أيا مَنْ يُدَاوِي الناسَ وهو سَقِيمُ ) .
( وإنَّ امرأً لم يُلْهِهِ اليومُ عن غَدٍ ... تَخَوُّفَ ما يأتي به لحكيمُ ) .
( وإنّ امرأً لم يَجعلِ البِرَّ كنزَه ... وإنْ كانتِ الدنيا له لعديمُ ) .
فغضب خزيمة وقال والله ما المعروف عند هذا المعتوه الملحف من كنوز البر فيرغب فيه حر .
فقيل له وكيف ذاك فقال لأنه من الذين يكنزون الذهب