فانصرف .
وأتاه يوما آخر فصادفه حين نزل فسلم عليه ودخل إلى منزله ولم يأذن له فأخذ قرطاسا وكتب إليه .
( أَراكَ تُراعُ حين تَرى خَيالي ... فما هذا يَرُوعك من خيالي ) .
( لعلّك خائفٌ منّي سؤالي ... ألاَ فلَكَ الأمانُ مِنَ السؤالِ ) .
( كَفَيتُك إنّ حالَك لم تَمِلْ بي ... لأطلُبَ مثلَها بَدَلاً بحالي ) .
( وإنّ اليُسْرَ مثلُ العُسْر عندي ... بأيّهما مُنِيتُ فلا أُبَالي ) .
فلما قرأ الرقعة أمر الحاجب بإدخاله إليه فطلبه فأبى أن يرجع معه ولم يلتقيا بعد ذلك .
أخبرني عبد الله بن محمد الرازي قال حدثنا أحمد بن الحارث قال حدثنا المدائني قال .
اجتمع أبو نواس وأبو الشمقمق في بيت ابن أذين وكان بين أبي العتاهية وبين أبي الشمقمق شر فخبأوه من أبي العتاهية في بيت .
ودخل أبو العتاهية فنظر إلى غلام عندهم فيه تأنيث فظن أنه جارية فقال لابن أذين متى استطرفت هذه الجارية فقال قريبا يا أبا إسحاق فقال قل فيها ما حضر فمد أبو العتاهية يده إليه وقال .
( مددتُ كَفّي نحوَكم سائلاً ... ماذا تَرُدُّون على السائِلِ ) .
فلم يلبث أبو الشمقمق حتى ناداه من البيت .
( نَرُدّ في كفِّك ذا فَيْشَةٍ ... يَشْفِي جوىً في اسْتِك من داخلِ ) .
فقال أبو العتاهية شمقمق والله وقام مغضبا