فأمر المأمون بحمل العشرين ألف درهم وقال أغفلناه حتى ذكرنا .
حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال حدثنا المغيرة بن محمد المهلبي قال حدثنا الزبير بن بكار قال أخبرني عروة بن يوسف الثقفي قال .
لما ولي الهادي الخلافة كان واجدا على أبي العتاهية لملازمته أخاه هارون وانقطاعه إليه وتركه موسى وكان أيضا قد أمر أن يخرج معه إلى الري فأبى ذلك فخافه وقال يستعطفه .
( ألاَ شافِعٌ عند الخليفةِ يَشْفَعُ ... فيدفَع عنّا شرَّ ما يُتَوقَّعُ ) .
( وإِنِّي على عُظْمِ الرجاء لخائفٌ ... كأنّ على رأسي الأسِنَّة تُشْرَعُ ) .
( يُرَوِّعني موسى على غير عَثْرةٍ ... ومالي أرى موسى من العفوِ أوْسَعُ ) .
( وما آمِنٌ يُمسِي ويُصبح عائذاً ... بعفو أمير المؤمنين يُروَّع ) .
مدح الهادي فأجازه .
حدثني الصولي قال حدثني علي بن الصباح قال حدثني محمد بن أبي العتاهية قال دخل أبي على الهادي فأنشده .
( يا أمينَ اللهِ مالي ... لستُ أدري اليومَ مالِي ) .
( لم أَنَلْ منك الذي قد ... نال غيرِي من نَوالِ ) .
( تَبْذُلُ الحقَّ وتُعْطي ... عن يمينٍ وشِمال ) .
( وأنا البائسُ لا تَنظُر ... في رِقّةِ حالي ) .
قال فأمر المعلى الخازن أن يعطيه عشرة آلاف درهم .
قال أبو العتاهية