حدثت أن المهدي جلس للشعراء يوما فأذن لهم وفيهم بشار وأشجع وكان أشجع يأخذ عن بشار ويعظمه وغير هذين وكان في القوم أبو العتاهية .
قال أشجع فلما سمع بشار كلامه قال يا أخا سليم أهذا ذلك الكوفي الملقب قلت نعم .
قال لا جزى الله خيرا من جمعنا معه .
ثم قال له المهدي أنشد فقال ويحك أو يبدأ فيستنشد أيضا قبلنا فقلت قد ترى .
فأنشد .
( ألاَ ما لِسيّدتي ما لها ... أَدَلاًّ فأَحمِلَ إِدْلالَهَا ) .
( وإِلاّ ففِيم تَجنَّتْ وما ... جَنيتُ سَقَى اللَّهُ أطلالهَا ) .
( ألاَ إنّ جاريةً لِلإِمامِ ... قد أُسْكِن الحبُّ سِرْبالَها ) .
( مَشْتْ بين حُورٍ قصارِ الخُطَا ... تُجاذِب في المَشْي أكفالَها ) .
( وقد أَتعب اللهُ نفسي بها ... وأَتعب باللَّوْم عُذَّالَها ) .
قال أشجع فقال لي بشار ويحك يا أخا سليم ما أدري من أي أمريه أعجب أمن ضعف شعره أم من تشبيبه بجارية الخليفة يسمع ذلك بأذنه حتى أتى على قوله .
( أتتْه الخلافةُ مُنقادةً ... إليه تُجَرِّرُ أذيالَها ) .
( ولم تك تصلُح إلاّ له ... ولم يك يصلُح إلاّ لها ) .
( ولو رامها أحدٌ غيرُه ... لَزُلزِلت الأرضُ زِلْزالَها )