( كلٌّ على الدّنيا له حِرْصُ ... والحادثاتُ أَنَاتُها غَفْصُ ) .
( وكأنّ من وَارَوْه في جَدَثٍ ... لم يبدُ منه لناظر شَخصُ ) .
( تَبْغِي من الدنيا زِيادتَها ... وزيادةُ الدنيا هي النَّقْصُ ) .
( لِيَدِ المنيةَ في تَلَطُّفها ... عن ذُخْر كلِّ شفيقةٍ فَحْصُ ) .
عفو الرشيد عنه بعد حبسه .
حدثني عمرو قال حدثني علي بن محمد الهشامي عن جده ابن حمدون قال أخبرني مخارق قال .
لما تنسك أبو العتاهية ولبس الصوف أمره الرشيد أن يقول شعرا في الغزل فامتنع فضربه الرشيد ستين عصا وحلف ألا يخرج من حبسه حتى يقول شعرا في الغزل .
فلما رفعت المقارع عنه قال أبو العتاهية كل مملوك له حر وامرأته طالق إن تكلم سنة إلا بالقرآن أو بلا إله إلا الله محمد رسول الله فكأن الرشيد تحزن مما فعله فأمر أن يحبس في دار ويوسع عليه ولا يمنع من دخول من يريد إليه .
قال مخارق وكانت الحال بينه وبين إبراهيم الموصلي لطيفة فكان يبعثني إليه في الأيام أتعرف خبره فإذا دخلت وجدت بين يديه ظهرا ودواة فيكتب إلي ما يريد وأكلمه فمكث هكذا سنة واتفق أن إبراهيم الموصلي صنع صوته .
صوت .
( أَعرَفْتَ دارَ الحيّ بالحِجْرِ ... فشدوريان فقُنّة الغَمْرِ ) .
( وهجرتَنا وألِفتَ رسْمَ بِلىً ... والرسمُ كان أحقَّ بالهَجْرِ )