معن من ذلك وتوعد أبا العتاهية فقال فيه قصيدته التي أولها .
( بَنَى مَعْنٌ ويَهدِمُه يزيدُ ... كذاك اللهُ يفعل ما يُريدُ ) .
( فمَعْنٌ كان للحُسّاد غَمّا ... وهذا قد يُسرّ به الحسود ) .
( يزيدُ يزيدُ في مَنْعٍ وبخلٍ ... ويَنقُص في العطاء ولا يزيد ) .
حدثني الصولي قال حدثني جبلة بن محمد قال حدثني أبي قال .
مضى بنو معن إلى مندل وحيان ابني علي العنزيين الفقيهين وهما من بني عمرو بن عامر بطن من يقدم بن عنزة وكان من سادات أهل الكوفة فقالوا لهما نحن بيت واحد وأهل ولا فرق بيننا وقد أتانا من مولاكم هذا ما لو أتانا من بعيد الولاء لوجب أن تردعاه .
فأحضر أبا العتاهية ولم يكن يمكنه الخلاف عليهما فأصلح بينه وبين عبد الله ويزيد ابني معن وضمنا عنه خلوص النية وعنهما أن ألا يتبعاه بسوء وكان ممن لا يمكن خلافهما فرجحت الحال إلى المودة والصفاء .
فجعل الناس يعذلون أبا العتاهية على ما فرط منه ولامه آخرون في صلحه لهما فقال .
( ما لعُذّالي ومالي ... أَمَروني بالضَّلال ) .
وقد كتبت متقدمة .
حدثني الصولي قال حدثنا محمد بن موسى قال .
كان زائدة بن معن صديقا لأبي العتاهية ولم يعن إخوته عليه فمات فقال أبو العتاهية يرثيه .
( حَزِنتُ لموت زائدةَ بن مَعْنٍ ... حقيقٌ أن يطولَ عليه حُزني ) .
( فَتَى الفتيانِ زائدةُ المُصَفَّى ... أبو العباس كان أخي وخِدْني )