( قد نَقَّطتْ في وجهها نُقطةً ... مَخافةَ العين من الكُحْلِ ) .
( إن زُرتموها قال حُجَّابُها ... نحن عن الزُّوَّار في شُغْل ) .
( مولاتُنا مشغولةٌ عندها ... بَعْل ولا إذنَ على البَعْلِ ) .
( يا بنتَ مَعْنِ الخيرِ لا تجهَلِي ... وأين إقصارٌ عنِ الجهلِ ) .
( أتَجْلِدُ الناسَ وأنتَ امرؤٌ ... تُجْلَد في الدُّبْر وفي القُبْلِ ) .
( ما ينبغي للنّاس أن يَنسُبُوا ... مَنْ كان ذا جُودٍ إلى البُخلِ ) .
( يَبْذُلُ ما يمنع أهلُ الندى ... هذا لعَمْري مُنتهى البَذْلِ ) .
( ما قلتُ هذا فيك إلاّ وقد ... جَفّتْ به الأقلامُ من قَبْلي ) .
قال فبعث إليه عبد الله بن معن فأتي به فدعا بغلمان له ثم أمرهم أن يرتكبوا منه الفاحشة ففعلوا ذلك ثم أجلسه وقال له قد جزيتك على قولك في فهل لك في الصلح ومعه مركب وعشرة آلاف درهم أو تقيم على الحرب قال بل الصلح .
قال فأسمعني ما تقوله في الصلح فقال .
( ما لعُذّالي ومالي ... أمروني بالضّلال ) .
( عذَلوني في اغتِفاري ... لابن مَعْنٍ واحتمالي ) .
( إن يكن ما كان منه ... فبِجُرمي وفِعالي ) .
( أنا منه كنتُ أسوأ ... عِشْرةً في كلّ حال ) .
( قل لِمن يَعْجَب من حُسنِ ... رُجوعي ومَقالي ) .
( رُبَّ وُدٍّ بعد صَدٍّ ... وهوى بعد تَقَالي ) .
( قد رأينا ذا كثيراً ... جارياً بين الرّجال ) .
( إنما كانتْ يميني ... لَطَمَتْ منّي شِمَالي )