عمرو بن مسعدة فتباطأ فيها فكتب إليه أبو العتاهية .
( غَنِيتَ عن العهد القديم غَنِيتَا ... وضَيَّعتَ وُدّاً بيننا ونَسِيتا ) .
( ومِن عَجَب الأيّام أن مات مَأْلَفي ... ومَن كُنتَ تَغْشاني به وبَقِيتَا ) .
فقال عمرو استطال أبو إسحاق أعمارنا وتوعدنا ما بعد هذا خير ثم قضى حاجته .
أخبرني الحرمي بن أبي العلاء قال حدثنا الزبير قال حدثنا أبو غزية قال .
كان أبو العتاهية إذا قدم من المدينة يجلس إلي فأراد مرة الخروج من المدينة فودعني ثم قال .
( إنْ نَعِشْ نجتمعْ وإلاّ فما أَشْغلَ ... مَنْ مات عن جميع الأنام ) .
شعره في غلام طالبه بدين .
أخبرني أحمد بن العباس العسكري قال حدثنا الحسن بن عليل العنزي قال حدثني عبد الرحمن بن إسحاق العذري قال .
كان لبعض التجار من أهل باب الطاق على أبي العتاهية ثمان ثياب أخذها منه .
فمر به يوما فقال صاحب الدكان لغلام ممن يخدمه حسن الوجه أدرك أبا العتاهية فلا تفارقه حتى تأخذ منه مالنا عنده فأدركه على رأس الجسر فأخذ بعنان حماره ووقفه .
فقال له ما حاجتك يا غلام قال أنا رسول فلان بعثني إليك لأخذ ماله عليك .
فأمسك عنه أبو العتاهية وكان كل من مر فرأى الغلام متعلقا به وقف ينظر حتى رضي أبو العتاهية جمع الناس وحفلهم ثم أنشأ يقول