قال فتصدق علي من غير حظك بدرهم واحد .
قال لو تصدقت عليك لكان حظي .
قال فاعمل على أن دينارا من الخمسة الدنانير وضيعة قيراط وادفع إلي قيراطا واحدا وإلا فواحدة أخرى .
قال وما هي قال القبور تحفر بثلاثة دراهم فأعطني درهما وأقيم لك كفيلا بأني أحفر لك قبرك به متى مت وتربح درهمين لم يكونا في حسبابك فإن لم أحتفر رددته على ورثتك أو رده كفيلي عليهم .
فخجل أبو العتاهية وقال اعزب لعنك الله وغضب عليك فضحك جميع من حضر .
ومر السائل يضحك فالتفت إلينا أبو العتاهية فقال من أجل هذا وأمثاله حرمت الصدقة .
فقلنا له ومن حرمها ومتى حرمت فما رأينا أحدا ادعى أن الصدقة حرمت قبله ولا بعده .
قال محمد بن عيسى هذا وقلت لأبي العتاهية أتزكي مالك فقال والله ما أنفق على عيالي إلا من زكاة مالي .
فقلت سبحان الله إنما ينبغي أن تخرج زكاة مالك إلى الفقراء والمساكين .
فقال لو انقطعت عن عيالي زكاة مالي لم يكن في الأرض أفقر منهم .
أخبرني عيسى بن الحسين الوراق قال حدثنا الزبير بن بكار قال .
قال سليمان بن أبي شيخ قال إبراهيم بن أبي شيخ قلت لأبي العتاهية أي شعر قلته أحكم قال قولي .
( عَلِمْتَ يا مُجاشِعُ بنَ مَسْعَدهْ ... أنّ الشّباب والفَراغَ والجِدَهْ ) .
( مَفْسَدةٌ للمرء أيُّ مَفْسدهْ ... ) .
أخبرني عيسى قال حدثنا الزبير بن بكار قال حدثنا أبو غزية قال .
كان مجاشع بن مسعدة أخو عمرو بن مسعدة صديقا لأبي العتاهية فكان يقوم بحوائجه كله ويخلص مودته فمات وعرضت لأبي العتاهية حاجة إلى أخيه