( إذا المرءُ لم يُعْتِقْ من المال نفسَه ... تَملّكه المالُ الذي هو مالِكُه ) .
( ألاَ إِنَّما مالي الذي أنا مُنفِقٌ ... وليس لِيَ المالُ الذي أنا تارِكُه ) .
( إذا كنتَ ذا مالٍ فبادِرْ به الذي ... يَحِقّ وإلاّ استهلَكتهْ مَهَالِكُهْ ) .
فقلت له من أين قضيت بهذا فقال من قول رسول الله إنما لك من مالك ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت فقلت له أتؤمن بأن هذا قول رسول الله وأنه الحق قال نعم قلت فلم تحبس عندك سبعا وعشرين بدرة في دارك ولا تأكل منها ولا تشرب ولا تزكي ولا تقدمها ذخرا ليوم فقرك وفاقتك فقال يا أبا معن والله إن ما قلت لهو الحق ولكني أخاف الفقر والحاجة إلى الناس .
فقلت وبم تزيد حال من افتقر على حالك وأنت دائم الحرص دائم الجمع شحيح على نفسك لا تشتري اللحم إلا من عيد إلى عيد فترك جواب كلامي كله ثم قال لي والله لقد اشتريت في يوم عاشوراء لحما وتوابله وما يتبعه بخمسة دراهم .
فلما قال لي هذا القول أضحكني حتى أذهلني عن جوابه ومعاتبته فأمسكت عنه وعلمت أنه ليس ممن شرح الله صدره للإسلام .
أخبار عن بخله .
أخبرني يحيى بن علي إجازة قال حدثني علي بن المهدي قال قال الجاحظ حدثني ثمامة قال .
دخلت يوما إلى أبي العتاهية فإذا هو يأكل خبزا بلا شيء .
فقلت كأنك رأيته يأكل خبزا وحده قال لا ولكني رأيته يتأدم بلا شيء .
فقلت وكيف