عن السفه فقلت إن من أتم الكلام ما قطع الحجة وعاقب على الإساءة وشفى من الغيظ وانتصر من الجاهل .
قال محمد بن يحيى وحدثني عون بن محمد الكندي قال .
سمعت العباس بن رستم يقول كان أبو العتاهية مذبذبا في مذهبه يعتقد شيئا فإذا سمع طاعنا عليه ترك اعتقاده إباه وأخذ غيره .
حدثني أحمد بن عبيد الله بن عمار قال حدثني ابن أبي الدنيا قال حدثني الحسين بن عبد ربه قال حدثني علي بن عبيدة الريحاني قال حدثني أبو الشمقمق أنه رأى أبا العتاهية يحمل زاملة المخنثين فقلت له أمثلك يضع نفسه هذا الموضع مع سنك وشعرك وقدرك فقال له أريد أن أتعلم كيادهم وأتحفظ كلامهم .
مارس صنعة الحجامة .
أخبرني عيسى بن الحسين الوراق قال حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال .
ذكر أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل أن بشر بن المعتمر قال يوما لأبي العتاهية بلغني أنك لما نسكت جلست تحجم اليتامى والفقراء للسبيل أكذلك كان قال نعم قال له فما أردت بذلك قال أردت أن أضع من نفسي حسبما رفعتني الدنيا وأضع منها ليسقط عنها الكبر وأكتسب بما فعلته الثواب وكنت أحجم اليتامى والفقراء خاصة .
فقال له بشر دعني من تذليلك نفسك بالحجامة فإنه ليس بحجة لك أن تؤدبها وتصلحها بما لعلك تفسد به أمر غيرك أحب أن تخبرني هل كنت تعرف الوقت الذي كان يحتاج فيه من تحجمه إلى إخراج الدم قال لا .
قال هل كنت تعرف مقدار ما يحتاج كل واحد منهم إلى أن