من شيء ثم إنه بنى العالم هذه البنية منهما وأن العالم حديث العين والصنعة لا محدث له إلا الله وكان يزعم أن الله سيرد كل شيء إلى الجوهرين المتضادين قبل أن تفنى الأعيان جميعا .
وكان يذهب إلى أن المعارف واقعة بقدر الفكر والاستدلال والبحث طباعا .
مذهب أبي العتاهية .
وكان يقول بالوعيد وبتحريم المكاسب ويتشيع بمذهب الزيدية البترية المبتدعة لا يتنقص أحدا ولا يرى مع ذلك الخروج على السلطان .
وكان مجبرا .
قال الصولي فحدثني يموت بن المزرع قال حدثني الجاحظ قال قال أبو العتاهية لثمامة بين يدي المأمون وكان كثيرا ما يعارضه بقوله في الإجبار أسألك عن مسألة .
فقال له المأمون عليك بشعرك .
فقال إن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في مسألته ويأمره بإجابتي فقال له أجبه إذا سألك .
فقال أنا أقول إن كل ما فعله العباد من خير وشر فهو من الله وأنت تأبى ذلك فمن حرك يدي هذه وجعل أبو العتاهية يحركها .
فقال له ثمامة حركها من أمه زانية .
فقال شتمني والله يا أمير المؤمنين .
فقال ثمامة ناقض الماص بظر أمه والله يا أمير المؤمنين فضحك المأمون وقال له ألم أقل لك أن تشتغل بشعرك وتدع ما ليس من عملك قال ثمامة فلقيني بعد ذلك فقال لي يا أبا معن أما أغناك الجواب