فلما سمعه من في القباب والمحامل أمسكوا وصاح صائح ويحك أعد الصوت فقال لا والله إلا بالفرس الأدهم بسرجه ولجامه وأربعمائة دينار فإذا الوليد بن يزيد صاحب الإبل فنودي أين منزلك ومن أنت فقال أنا الأبجر ومنزلي على باب زقاق الخرازين فغدا عليه رسول الوليد بذلك الفرس وأربعمائة دينار وتخت من ثياب وشي وغير ذلك ثم أتى به الوليد فأقام عنده وراح مع أصحابه عشية التروية وهو أحسنهم هيئة وخرج معه أو بعده إلى الشأم .
خروجه مع الوليد بن يزيد إلى الشام .
قال إسحاق وحدثني عورك اللهبي أن خروجه كان معه وذلك في ولاية محمد بن هشام بن إسماعيل مكة وفي تلك السنة حج الوليد لأن هشاما ما أمره بذلك ليهتكه عند أهل الحرم فيجد السبيل إلى خلعه فظهر منه أكثر مما أراد به من التشاغل بالمغنين واللهو وأقبل الأبجر معه حتى قتل الوليد ثم خرج إلى مصر فمات بها .
نسبة الصوت المذكور في هذا الخبر .
صوت .
( عَرَفْتُ ديارَ الحيِّ خاليةً قَفْرا ... كأنّ بها لمّا توهّمتُها سَطْرا ) .
( وقفتُ بها كيما تَردّ جوابَها ... فما بيّنتْ لي الدارُ عن أهلها خُبْرا ) .
الغناء لأبي عباد ثقيل أول بالبنصر عن عمرو وفيه لسياط خفيف رمل بالبنصر .
قال إسحاق وحدثت أن الأبجر أخذ صوتا من الغريض ليلا ثم دخل في الطواف حين أصبح فرأى عطاء بن أبي رباح يطوف بالبيت فقال يا أبا محمد اسمع صوتا أخذته في هذه الليلة من الغريض قال له ويحك أفي هذا