الحج رجلا وكان الحارث بن خالد عامله على مكة فخرج أبان بن عثمان من المدينة وهو عامله عليها فغدا على الحارث بمكة ليحج بالناس فنازعه الحارث وقال له لم يأتني كتاب أمير المؤمنين بتوليتك على الموسم وتغالبا فغلبه أبان ابن عثمان بنسبه ومال إليه الناس فحج بهم فقال الحارث بن خالد في ذلك .
( فإن تَنْجُ منها يا أبَانُ مسلَّما ... فقد أفلتَ الحجّاجَ خيلُ شَبِيبَ ) .
( وكاد غَداةَ الدّير يُنْفِذُ حِضْنَه ... غلامٌ بطعن القِرْن جِدُّ طبيبِ ) .
( وأَنْسَوْه وصف والدَّيْر لما رآهُمُ ... وحسَّنَ خوفُ الموت كلَّ مَعيبِ ) .
فلقيه الحجاج بعد ذلك فقال مالي ولك يا حارث أينازعك أبان عملا فتذكرني فقال له ما اعتمدت مساءتك ولكن بلغني أنك أنت كاتبته قال والله ما فعلت فقال له الحارث المعذرة إلى الله وإليك أبا محمد .
نسخت من كتاب هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات حدثني عمرو ابن سلم قال حدثني هارون بن موسى الفروي قال حدثني موسى بن جعفر أن يحيى قال حدثني مؤدب لبني هشام بن عبد الملك قال .
بينا أنا ألقي على ولد هشام شعر قريش إذ أنشدتهم شعر الحارث بن خالد .
( إن امرأً تعتادُه ذِكَرٌ ... منها ثَلاثُ مِنًى لذو صَبْرِ ) .
وهشام مصغ إلي حتى ألقيت عليهم قوله .
( ففَرغْنَ من سَبْع وقد جُهِدتْ ... أحشاؤهن موائلَ الخُمْرِ )