منها كالميت سكرا وألقي وغطي فنام وأخذت الحلة فوالله ما قال لي أحد دعها ولا خذها وانصرفت فلما كان اليوم الثالث جاءني رسوله فدخلت إليه وهو في بهو قد ألقيت ستوره فكلمني من وراء الستور وقال يا عطرد قلت لبيك يا أمير المؤمنين قال كأني بك الآن قد أتيت المدينة فقمت بي في مجلسها ومحفلها وقعدت وقلت دعاني أمير المؤمنين فدخلت إليه فاقترح علي فغنيته وأطربته فشق ثيابه وأخذت سلبه وفعل وفعل والله يابن الزانية لئن تحركت شفتاك بشيء مما جرى فبلغني لأضربن عنقك يا غلام أعطه ألف دينار خذها وانصرف إلى المدينة فقلت إن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في تقبيل يده ويزودني نظرة منه وأغنيه صوتا فقال لا حاجة بي ولا بك إلى ذلك فانصرف .
قال عطرد فخرجت من عنده وما علم الله أني ذكرت شيئا مما جرى حتى مضت من دولة بني هاشم مدة .
نسبة هذين الصوتين .
الصوت الأول مما غناه عطرد الوليد قد نسب في أول أخباره والثاني الذي أوله .
( أَيذهبُ عمري هكذا لم أَنَلْ بها ... ) .
الغناء فيه لعطرد ثاني ثقيل بالسبابة في مجرى البنصر عن إسحاق وفيه ليونس من كتابه لحن لم يذكر طريقته وذكر عمرو بن بانة أن فيه لإبراهيم ثاني ثقيل بالوسطى