فرأى ابن المولى فأمر بتقريبه فقرب منه فقال له هات يا مولى الأنصار ما عندك فأنشده قوله فيه .
( يا ليلَ لا تبخَلي يا ليلَ بالزادِ ... واشفِي بذلك داءَ الحائم الصادي ) .
( وأنجِزِي عِدّةً كانت لنا أمَلاً ... قد جاء مِيعادُها من بعد ميعادِ ) .
( ما ضرّه غيرُ أن أبدى مَودّته ... إنّ المحُبَّ هواه ظاهرٌ بادي ) .
ثم قال فيها يصف ناقته .
( تَطوي البلادَ إلى جمٍّ منافعُه ... فعّال خيرٍ لفعل الخير عوّادِ ) .
( للمهتدين إليه من منافعه ... خيرٌ يروح وخير باكرٌ غادي ) .
( أغنَى قُريشاً وأنصارَ النبيّ ومَنْ ... بالمسجِدَيْن بإسعاد وإِحفادِ ) .
( كانت منافعُه في الأرض شائعةً ... تَتْرَى وسيرتُه كالماء للصّادي ) .
( خليفةُ الله عبدُ الله والدُه ... وأمُّه حُرّةٌ تُنْمَى لأمجادِ ) .
( من خير ذي يَمنٍ في خير رابِيةٍ ... من القبول إليها مَعْقِل النّادي ) .
حتى أتى على آخرها فأمر له بعشرة آلاف درهم وكسوة وأمر صاحب الجاري بأن يجري له ولعياله في كل سنة ما يكفيهم وألحقهم في شرف العطاء .
قال وذكر ابن النطاح عن عبد الله بن مصعب الزبيري قال .
وفدنا إلى المهدي ونحن جماعة من قريش والأنصار فلما دخلنا عليه سلمنا ودعونا وأثنينا فلما فرغنا من كلامنا أقبل على ابن المولى فقال هات يا محمد ما قلت فأنشده