( خُذي من يدي ما قلّ إنّ زماننا ... شَمُوسٌ ومعروف الرجال رقيقُ ) .
( لقد كنتُ لا أرضَى بأدنى مَعيشة ... ولا يَشتكِي بُخلاً عليّ رفيقُ ) .
( خليليّ إنّ المال ليس بنافع ... إذا لم يَنل منه أخٌ وصديقُ ) .
( وكنتُ إذا ضاقت عليّ مَحَلَّةٌ ... تيمّمتُ أخرى ما عليّ تضيقُ ) .
( وما خاب بينَ الله والناس عاملٌ ... له في التّقى أو في المحامد سُوقُ ) .
( ولا ضاق فضلُ الله عن مُتعفّفٍ ... ولكنّ أخلاقَ الرجال تَضيقُ ) .
المهدي يتهدده إذا عاد إلى قول النسيب .
أخبرني حبيب بن نصر قال حدثني عمر بن شبة قال .
بلغ المهدي قول بشار .
( قاسِ الهمومَ تنلْ بها نَجَحا ... والليلَ إنّ وراءه صُبُحا ) .
( لا يُؤيسنك من مُخبّاةٍ ... قولٌ تُغلِّظه وإِن جَرَحا ) .
( عُسر النّساء إلى مُياسرَةٍ ... والصّعبُ يُمكن بعد ما جَمَحا ) .
فلما قدم عليه استنشده هذا الشعر فأنشده إياه وكان المهدي غيورا فغضب وقال تلك أمك يا عاض كذا من أمه أتحض الناس على الفجور وتقذف المحصنات المخبات والله لئن قلت بعد هذا بيتا واحدا في نسيب لأتين على روحك فقال بشار في ذلك .
( والله لولا رِضا الخليفة ما ... أعطيتُ ضَيما عليَّ في شَجنِ ) .
( وربّما خِيرَ لابن آدمَ في الكُره ... وشقَّ الهوى على البدنِ )