( واذهبْ إلى أبعدِ ما يُنْتَوى ... لا رَدّكَ الله ولا مالِيَهْ ) .
انشاده الوليد بن يزيد شعرا يطربه .
أخبرني عيسى بن الحسين الوراق قال حدثني محمد بن إبراهيم الجيلي قال حدثني محمد بن عمران الضبي قال أنشدنا الوليد بن يزيد قول بشار الأعمى .
( أيّها الساقيانِ صُبّا شَرَابي ... واسقِيانِي من رِيقِ بيضاءَ رُودِ ) .
( إن دائي الظّمَا وإِن دوائي ... شَرْبةٌ من رُضَابِ ثغرٍ بَرُودِ ) .
( ولها مَضْحَكٌ كغُرِّ الأقَاحِي ... وحديثٌ كالوَشْيِ وشِي البُرُودِ ) .
( نزلتْ في السَّواد من حبّة القلب ... ِ ونالتْ زيادةَ المُسْتَزيدِ ) .
( ثم قالت نلقاكَ بعد لَيالٍ ... والليالي يُبْلِينَ كلَّ جديدِ ) .
( عندها الصبرُ عن لقائي وعندي ... زَفَراتٌ يأكلنَ قلبَ الحديد ) .
قال فطرب الوليد وقال من لي بمزاج كاسي هذه من ريق سلمى فيروى ظمئي وتطفأ غلتي ثم بكى حتى مزج كأسه بدمعه وقال إن فاتنا ذاك فهذا .
أخبرني عمي وقال حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال حدثني محمد بن محمد بن سليمان الطفاوي قال حدثني عبد الله بن أبي بكر وكان جليسا لبشار قال كان لنا جار يكنى أبا زيد وكان صديقا لبشار فبعث إليه يوما يطلب منه ثيابا