سمى بالعشي فيئًا لأنه ظلٌّ فاء عن جانب إلى جانب أي : رَجَع عن جانب المغرب إلى جانب المشرق والفيء هو الرجوع ومنه قول الله D : ( حَتَّى تَفِيءَ إلى أَمْرِ 28 الله ) أي : ترجع إلى أمر الله .
وقال امرؤ القيس : .
( تَيَمَّمَتِ الْعَيْنَ التي عِنْدَ ضَارِج ... يَفيءُ عَلَيهَا الظلُّ عَرْمَضُهَا طامٍ ) .
أي : يرجع عليها الظل من جانب إلى جانب فهذا يدلك على معنى الفيء .
وقال الشمّاخُ : .
( إذَا الأرْطَى تَوَسّدَ أَبْرَدَيْهِ ... خُدُودُ جَوَازِيء بالرّمْلِ عِينِ ) .
أبْرَدَاه : الظل والفيء يريد وقت نصف النهار وكأن الظباء في بعض ذلك الوقت كانت في ظل ثم زالت الشمسُ فتحوَّل الظل فصار فيئاً فَحَوَّلَتْ خدودها .
ومن ذلك ( الآل والسَّرَاب ) لا يكاد الناس يَفْرُقون بينهما وإنما الآل أولَ النهار وآخرَه الذي يرفع كل شيء وسمى آلاً لأن الشخصَ هو الآل فلما رَفعَ الشخصَ قيل : هذا آلٌ قد بَدَا وتبين قال النابغة الجَعْدِي : .
( حَتَّى لَحقنَا بِهمْ تُعْدِي فَوَارسُنا ... كأننا رَعْنُ قُفٍّ يَرْفَعُ الآلا )