أدعو ) لم تشبه واوُه واوَ النَّسَقِ لإتصالها بالفعل وإذا كتبت الفعل الذي تنفصل واوه منه مثل ( أنا أذْرُو التراب وأسْرُو الثوب - أي أنْزِعُه ) لم تشبه واوه واو النسق إلا بأن تزيل الحرف عن معناه لأن الواو من نفس الفعل لا تفارقه إلا في حال جزمه والواوُ في ( كفروا ووردوا ) واوُ جميعٍ والفعل مكتفٍ بنفسه يمكن أن يجعل للواحد وتتوهم الواو ناسقَةً لشيء عليه وقد ذهبوا مذهباً غير أن متقدمي 249 الكتاب لم يزالوا على ما أنبأتك من إلحاق ألف الفصل بهذه الواوات كلها ليكون الحكم في كل موضع واحداً . باب الألفين تجتمعان فيقتصر على إحداهما والثلاث يجتمعن فيقتصر على اثنتين .
تكتب ( يإبراهيم ) ( ويإسحق ) ( ويأيوب ) ( ويأبانا ) بألفا واحدة وتحذف واحدة لأن فيما بقي دليلا على ما ذهب وتكتب ( آدم ) ( وآخَرَ ) ( وآثِب ) ( وآمر ) بألف واحدة وتحذف واحدة لأن فيما بقي دليلا على ما ذهب وكذلك الفعل نحو ( آمَنَ ) ( وآزَرَ فلانٌ فلاناً ) .
وتكتب ( مآباً ) وما أشبه ذلك بألف واحدة وتحذف 250 واحدة .
وتكتب ( بَراءَة ) ( ومَساءة ) ( وفُجَاءَة ) بألف واحدة وتحذف واحدة فإذا جمعت كتبت ( بَراءَات ) ( ومَاءَات ) ( وبداءاتك ) ( وبداءات حوائجك ) بألفين لأنها في الجمع ثَلاَثُ ألفاتٍ فلو حذفوا اثنتين أخَلُّوا بالحرف وتقديرُ الحرف من الفعل فَعالات واحدُهُ فَعَالَة وتقول للإثنين ( قد قرأا ) ( وملأا ) فتكتبه بألفين لتفرق بالألف الثانية بين فعل الواحد وفعل الإثنين وكان الكتاب يكتبون ذلك فيما تقدم بألفٍ واحدة والألفان أجود مخافة الإلتباس .
وإذا نصبت الحرف الممدود نحو ( قبضتُ عطاءَ ) ( ولبستُ كِساءً )