لرجل خَاصَمَتْهُ امرأته عنده : ( أَأَنْ سَأَلَتْكَ ثَمَنَ شَكْرِهَا وَشَبْرِك أنشأت تَطُلّهَا وَتَضْهَلُهَا ) وكقول 15 عيسى بن عمر - ويوسفُ بن عمرَ بن هُبَيرة يضربه بالسياط - ( والله إنْ كانت إلا أُثَيَّابًا في أُسَيْفَاطٍ قَبَضَهَا عَشَّارُوكَ ) .
فهذا وأشباهه كان يُسْتثقلُ والأدبُ غَضُّ والزمان زمان وأهله يَتَحَلَّوْنَ فيه بالفصاحة ويتنافسون في العلم ويرونه تِلْوَ المقدار في دَرَك ما يطلبون وبلوغ ما يؤمِّلُونَ فكيف به اليومَ مع انقلاب الحال وقد قال رسول الله : ( إن أبْغَضَكُم إليَّ الثَرْثَارُونَ الْمُتَفَيْهِقُونَ المتشدّقون ) ! ! .
ونستحبُّ لهُ - إن استطاع - أن يَعْدِلَ بكلامه عن الجهة التي تُلْزِمه مستثقَلَ الإِعراب ليَسْلم من اللحن وقباحة التقعير فقد كان وَاصِلُ بن عَطَاءِ سامَ نفسَه للُثْغَةٍ كانت به إخراجَ الراء من كلامه وكانت لُثْغَته على الراء فلم يزل يَرُوضها حتى انقادت له طِبَاعُه وأطاعه لسانه فكان لا يتكلم 16 في مجالس التناظُر بكلمة فيها راء وهذا أشَدُّ وأعسر مَطْلَبًا مما أردناه .
وليس حُكم الكِتَابِ في هذا الباب حُكْمَ الكلام لأن الإعراب