@ 23 @ وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم ) ^ يقول تعالى : إذا خفت من قوم خيانة فانبذ إليهم فإن حاربوا فقاتلهم فإن جنحوا للسلم أي المصالحة فاجنح لها أي مل إليها ، وقوله : ^ ( وتوكل على الله ) ^ أي صالح مع التوكل فإن الله ناصرك ولو أرادوا بالصلح خديعة ليستعدوا ثم ذكر نعمته عليه بالمهاجرين والأنصار وتأليفه بين قلوبهم ، وقوله : ^ ( إن الله عزيز حكيم ) ^ أي منيع الجانب لا يخيب من توكل عليه حكيم في أفعاله يضع الأشياء مواضعها ، وقال ابن مسعود في الآية : ' نزلت في المتحابين في الله ' قال ابن عباس : ' إن الرحم لتقطع وإن النعمة لتكفر وإن الله إذا قارب بين القلوب لم يزحزحها شيء ' ، قال الأوزاعي : ' حدثني عبده بن أبي لبابة عن مجاهد ولقيته فأخذ بيدي فقال إذا التقى المتحابان بالله فأخذ أحدهما بيدي صاحبه وضحك إليه تحاتت خطاياهما كما تحات ورق الشجر ، قال عبده فقلت له : إن هذا ليسير فقال : لا تقل ذلك فإن الله يقول : ^ ( لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ) ^ الآية . فعرفت أنه أفقه مني ' وقال ابن عون عن عمير بن إسحاق قال : ' كنا نتحدث أن أول ما يرفع من الناس الألفة ' . | وقوله : ^ ( يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين ) ^