له فضلا أو غاضه شيء من فضله أن لا ينيله شفاعته وأن لا يحشره في زمرته وأن يحتجب عنه كما وعد الجهمية في كتابه من الاحتجاب عنهم فإنه قال كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم إنهم لصالوا الجحيم ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون ووعد المؤمنين المقعد الصدق عنده والنظر إلى وجهه بالنضرة في وجوههم إذا نظروا إلى وجهه والسرور في قلوبهم إذا عبدوه بالحب له والاشتياق إلى المقعد عنده ومجاورته في دار القرار فالعجب العجب أن النصارى تضحك بنا أن نسلم الفضائل كلها لعيسى عليه السلام تشبه الربوبية أنه كان يحيى الموتى ويبرىء الأكمه والأبرص فهذه لا تكون إلا فيه وحده فسلمنا ذلك لعيسى بالرضى والتصديق بكتاب الله D وأنكر هذا المسلوب فضيلة لرسول الله ونحن نفخر على الأمم كلها أن نبينا أفضل الأنبياء فأما قول المسلمين المقام المحمود الشفاعة فإنا لا ندفع ذلك فنشاركه في جهله بل صدق رسول الله أن الله D يشفعه في وقت ما يأذن له بالشفاعة ويكرمه بما أحب من الكرامة حتى يعرف أولياءه وأنبياءه كرامته وفضله ولقد ضاق قلب المسلوب عن حمل معاني العلم فلا يطلع بحسن النية والاتباع على معاني الكتاب قال الله تبارك وتعالى هذا يوم لا ينطقون فهذه ساعة تزفر جهنم فتذهل